قَصِيدَة «رِثَاءِ الأَنْدَلُسِ»
وَمَطْلَعُهَا: «لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ»
لِلإمَامِ أَبِي الطَّيِّبِ، صَالِحٍ الرُّنْدِيِّ الْأَنْدَلُسِيِّ pdf
الإصدار السادس (1445هـ=2023م)
- النَّاشِرُ: مَوْقِعُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ
- صَفْحَةُ التَّحْمِيلِ PDF:
الرابط الأول: (ميجا فور أب) (التحميل للحاسوب فقط):
* للتحميل من موقع (ميجا فور أب = mega4up.org ):
1. اضغط على "تحميل مجاني" سينقلك لصفحة أخرى للإعلانات - لا
تفتحها- ؛ بل أغلقها مباشرة، وإن تكرر وأرسلك لإعلانات أخرى؛ فأغلقها فورًا.
2. انتظر 30 ثانية؛ ثم بعدها اضغط "أنا لست روبوت (آلي)" ثم
اضغط "كريت دونلود".
3. اضغط على "Download" ومبارك عليه الملف - في منتهى اليسر !
الرابط الثاني: صفحة التحميل (فاست أب) مفهرس (للهاتف والحاسوب):
وكتب أبو عبد الرحمن عمرو بن هيمان الجيزي المصري
نص القصيدة
«نونية الرندي وشيء من شعره
ومن مشهور ما قيل في ذلك قول
الأديب الشهير أبي البقاء صالح بن شريف الرندي رحمه الله تعالى:
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر
بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول من سره
زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد ولا
يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتماً كل سابغة إذا
نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو كان ابن
ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمن
وأين منهم أكاليل وتيجان
وأين ما شاده شداد في إرم وأين ما
ساسه في الفرس ساسان
وأين ما حازه قارون من ذهب وأين
عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لا مرد له حتى
قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من ملك ومن ملك كما
حكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على دارا وقاتله وأم
كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سبب يوماً
ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمان
مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يسهلها وما لما حل
بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له هوى
له أحد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فامتحنت
حتى خلت منه أقطار وبلدان
فاسأل بلنسية ما شأن مرسية وأين
شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم، فكم من
عالم قد سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه ونهرها
العذب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما عسى
البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف كما
بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية قد
أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما
فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة حتى
المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً وله في الدهر موعظة إن
كنت في سنة فالدهر يقظان
وماشياً مرحاً يلهيه موطنه أبعد
حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها وما
لها مع طول الدهر نسيان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة كأنها
في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة كأنها
في ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعة لهم
بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس فقد سرى
بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم
وأنتم يا عباد الله إخوان
ألا نفوس أبيات لها همم أما على
الخير أنصار وأعوان
يا من لذلة قوم بعد عزهم أحال
حالهم كفر وطغيان
بالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم
واليوم هم في بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم لهالك
الأمر واستهوتك أحزان
يا رب أم وطفل حيل بينهما كما
تفرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت
كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة
والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب من كمد إن
كان في القلب إسلام وإيمان
انتهت القصيدة الفريدة،
ويوجد
بأيدي الناس زيادات فيها ذكر غرناطة وبسطة وغيرهما مما أخذ من البلاد بعد موت صالح
بن شريف، وما اعتمدته منها نقلته من خط من يوثق به على ما كتبته، ومن له أدنى ذوق
علم أن ما يزيدون فيها من الأبيات ليست تقاربها في البلاغة، وغالب ظني أن تلك
الزيادة لما أخذت غرناطة وجميع بلاد الأندلس إذ كان أهلها يستنهضون همم الملوك بالمشرق
والمغرب، فكأن بعضهم لما أعجبته قصيدة صالح بن شريف زاد فيها تلك الزيادات، وقد
بينت ذلك في " أزهار الرياض " فليراجع.
وصالح بن شريف الرندي صاحب
القصيدة من أشهر أدباء الأندلس».
انتهى من «نفح الطيب من غصن
الاندلس الرطيب ت إحسان عباس» (4/ 489).
أسعد بإثبات حضوركم بجميل تعليقكم