غُرْبَةُ السُّنَّةِ
فِي
زَمَنِ الإِسْنَادِ المُجَرَّدِ
·
أَصْبَحَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ
السُّنِّيِّينَ الْيَوْمَ يَسْتَجِيزُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْقَبُورِيَّةِ
بِحُجَّةِ أَنَّهُمْ مُسْنِدَةٌ أَوْ حَنَابِلَةٌ [جُدُد]!
·
وَيقولون لَهُمْ: "سَيِّدُنَا
الْكَرِيمُ"، "صَاحِبُ فَضِيلَةٍ"!!
·
هَزَلَتْ وَاللَّهِ، وَضَاعَتِ الْمَقَايِيسُ، بَلْ وَيُقَدِّمُهُ
عَلَى أَهْلِ التَّوْحِيدِ وَالسُّنَّةِ!
·
فَصَارَتِ الْمِيزَةُ لِمَنْ يَحْمِلُ الْإِسْنَادَ - وَلَوْ كَانَ
مُشْرِكًا -، وَيُقَدَّمُ عَلَى مَنْ يُقَرِّرُ التَّوْحِيدَ وَيُحَذِّرُ مِنَ
الشِّرْكِ - ولو كان مُسْنِدًا !!
· فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ غُرْبَةَ السُّنَّةِ، فَمَا هِيَ؟!
·
قالَ أَبُوعَبْدِ
الرَّحْمَنِ؛ عَمْرُو بْنُ هَيْمَان المِصْرِيُّ:
أَخْبَرَنَا
مُسْنِدُ بِلَادِ (نَجْدٍ): مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَــٰنِ آل الشَّيخ النَّجْدِيُّ
(حَفِيدُ شَيْخِ الإِسْلَامِ ابْنِ عَبْدِالوَهَّابِ)، إجازةً، عَنْ حَمَدِ بْنِ فَارِسٍ
النَّجْدِيِّ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَــٰنِ بْنِ حَسَنٍ النَّجْدِيِّ، عَنْ جَدِّهِ
(شَيْخِ الْإِسْلَامِ الْمُجَدِّدِ) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ
التَّمِيمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إبْرَاهِيمَ الشَّمَّرِيِّ، عَنْ أَبِي
المَوَاهِبِ، مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي الدِّمِشْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ؛
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَــٰنِ بْنِ يُوسُفَ الْبُهُوتِيِّ، عَنْ تَقِيِّ الدِّينِ،
مُحَمَّدِ ابْنِ الْقَاضِي شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ (ابْنِ النَّجَّارِ)
الْفُتُوحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَدْرِ الدِّينِ، مُحَمَّدٍ (السَّعْدِيِّ)؛
عَنْ عِزِّ الدِّينِ، أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنُ نَصْرِ اللهِ
الْكِنَانِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ المَقْدِسِيَّةِ، عَنِ الْحُفَّاظِ: الْمِزِّيِّ،
وَالذَّهَبِيِّ، وَالْبِرْزَالِيِّ، وَ(ابْنِ الْقَيِّمِ)، عَنْ شَيْخِ
الْإِسْلَامِ (ابْنِ تَيْمِيَّةَ) عَنْ فَخْرِ الدِّيْنِ ابْنِ الْبُخَارِيِّ، عَنِ
ابْنِ الْجَوْزِيِّ؛ قال: أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَ:
أَنْشَدَنَا أَبُو زَكَرِيَّا التِّبْرِيزِيُّ، قَالَ:
· *
أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْفَالِيُّ مِنْ لَفْظِهِ لِنَفْسِهِ:
لَمَّا تَبَدَّلَتِ
الْمَجَالِسُ أَوْجُهًا *
* * غَيْرَ
الَّذِينَ عَهِدْتُ مِنْ عُلَمَائِهَا
وَرَأَيْتُهَا مَحْفُوفَةً
بِسِوَى الْأُلَى * * * كَانُوا وُلَاةَ
صُدُورِهَا وَفَنَائِهَا
أَنْشَدْتُ بَيْتًا سَائِرًا
مُتَقَدِّمًا * * * وَالْعَيْنُ قَدْ
شَرِقَتْ بِجَارِيِ مَائِهَا
أَمَا الْخِيَامُ فَإِنَّهَا
كَخِيَامِهِمْ * * *
وَأَرَى نِسَاءَ الْحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا
· * وَأَنْشَدَ
لِنَفْسِهِ:
تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ كُلُّ مُهَوَّسٍ * * * بَلِيدٍ
يُسَمَّى بِالْفَقِيهِ الْمُدَرِّسِ
فَحَقٌّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا * * * بِبَيْتٍ
قَدِيمٍ شَاعَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ
لَقَدْ هَزَلَتْ حَتَّى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا * * * كُلَاهَا، وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ
·
فَيَقُولُ
أَحَدُهُمْ: لَمْ أَجِدْ سَنَدَهُ إِلَّا عِنْدَ فُلَانٍ وَعَلَّانٍ
– يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ
وَالْقَبُورِيَّةِ!
·
كَأَنَّ هَذَا الَّذِي لَا يَرْوِيهِ طَلَبُ
الْإِسْنَادِ، تَوَقَّفَتِ الْفَوَائِدُ وَالنَّفْعُ إِلَّا فِي كُتُبِ الْمُتَأَخِّرِينَ
الْمَقْطُوعَةِ، وَكَأَنَّ كُتُبَ الْمُتَقَدِّمِينَ الْمُسْنَدَةَ لَا تَفِي نَفْعَ
الْمُسْلِمِينَ!
·
ثُمَّ تَذْهَبُ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُبْتَدِعٍ
مُبَدِّلٍ، دَاعٍ لِدِينِهِ، نَاصِرٍ لِلْمُشْرِكَةِ وَالْقَبُورِيَّةِ؛ لِتُسْنِدَ
عَنْهُ كُتُبَ الْمُتَأَخِّرِينَ – وَالَّتِي يُوجَدُ مَا
يُغْنِي عَنْهَا حَتَّى مِنْ كُتُبِ الْمُعَاصِرِينَ – لَكِنَّهُ الْجَشَعُ!
·
يَا
طَالِبَ الْعِلْمِ:
- الْزَمْ
غَرْزَ سَلَفِكَ، وَعَلَيْكَ بِكُتُبِ الْأَئِمَّةِ الْأَبْرَارِ، وَسَنَدِ الْأَخْيَارِ،
وَإِيَّاكَ وَأَهْلَ الْبِدَعِ، وَلَا تُقَلِّدْ بَعْضَ الْغَافِلِينَ الْمُغَفَّلِينَ...
أَصْحَابَ شَهْوَةٍ مُهْلِكَةٍ!
- وَتَذَكَّرْ
قَوْلَ ابْنِ سِيرِينَ: "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ
دِينَكُمْ".
وكتب
داعيا متعجبًا:
أَبُوعَبْدِالرَّحْمَنِ؛
عَمْرُو بْنُ هَيْمَان المِصْرِيُّ:
قبلَ
ظُهْر الجُمُعةِ
9جمادى الأول 1447هـ
31
– 10 – 2025 م

أسعد بإثبات حضوركم بجميل تعليقكم