تَرَاجِمُ
أَعْيَانِ العَصْرِ
ترجمة الشيخ أبي إسحاق الحويني ( 1375 - 1446 هـ)
وفاة
الشيخ أبي إسحاق الحُويني - رحمه الله-
(1375 - 1446
هـ)
الشَّيْخُ أَبُو
إِسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ (1375 -
1446 هـ)
«ترَاجِمُ أَعْيَانِ الْعَصْرِ» لِلشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ
* توفِّي شيخُنَا العلَّامة مُحدِّثُ (مِصرَ): أَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو الْفَضْلِ، وَأَبُو سُفْيَانَ،
حِجَازِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ شَرِيفٍ الْحُوَيْنِيِّ
الْكَفْرَاوِيُّ الْمِصْـرِيُّ ثُمَّ الدَّوْحِيُّ القَطَرِيُّ الْأَثَرِيُّ (1375 - 1446 هـ = 1956 – 2025 م) بمدينةِ
(الدَّوْحَةِ)
في دولةِ (قَطَر)، عن عمر يناهز (71) عامًا قضاها في نشـر العلم والسُّنَّة
- رحمه
الله رحمة واسعة-
* وذلك في يوم الاثنينِ، 17 رمضان 1446 هـ ، الموافق 17 مارس 2025 م،
بلغنا ذلك بعد العشاء.
*
وصلي
عليه في مسجد الدولة (مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب) بعد صلاة العصر،
ودُفن في مقابر "مسيمير" في (دَوْحةِ قطَر) .
ومذهب
الشيخ - رحمه الله - أن يدفن المسلم حيث مات، وأما وصيته بأن يدفن بجانب صاحبه
فهذا عندما كان في مصره.
*حياته:
* كان شيخًا أثريا سلفيا متبعًا، سابقا عصره، نسيج وحده، رقيق القلب سريع
الدمع، يبغض المرجئة والخوارج، والقدرية والجبرية، والروافض والناصبة، وخلاف
السنة، والشدة على الناس في غير المحرمات.
* ردَّ على جماعة من أهل البدع والضلال، من المعتزلة والجهمية والروافض، وردَّ
على الجماعات المنحرفة؛ كجماعة "التكفير والهجرة"، وجماعة "التوقف
والتبيين" وجماعة "الإخوان المسلمين"، وغيرها.
* وكان من أول الناس الذين عارضوا ظاهرة "الدُّعاة الجدد" .
* وكان من أول الناس الذين درسوا علم الحديث،
ودراسة الأسانيد على الهواء على قناة فضائية.
* وكان من أول الناس الذين جهروا بتحريم الغناء والموسيقى، على
الفضائيات، ووجوب النقاب، وتحريم حلق اللحى أو قصِّها، وغير ذلك من القضايا التي
انتشرت بين الناس وعمت به البلوى.
*وأول قناة فضائية ظهر عليها كانت "قناة
الناس" في بث مباشر، لا زلت أذكر ذلك اليوم ثم "الرحمة" ثم
"الحكمة" ثم "الخليجية" ثم "الحافظ" ثم
"الندى" ثم انتشر على العديد من القنوات، وكان يسمي القنوات الأخرى
"الفضائحيَّات" لأنها تنشر الفحش والسوء بين المسلمين.
* وسمعتُ له العديدَ من الأشرطة على "الكاسيت" بأنواعه في
أوَّل شبابِي، في بداية "الألفينات"، وذلك قبل أن تظهر أجهزة (mp3) ثم أجهزة (mp4) ثم عرفنا النقل بالفلاشات ؛ ثم استخدمنا
الشبكة العنكوتية.
* وأما ما اجتهد فيه شيخنا – رحمه
الله - في بعض المسائل؛ فأصاب: فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد، والعصمة لله
ورسوله صلى الله عليه وسلم.
* وادعى بعضهم عليه أشياء، ونسبوه لأشخاص لهم
وعليهم، وعند الله تلتقي الخصوم.
* ولكثرة مجالسه ومحاضراته وخطبه وسعيه: فقد وقعت
منه أشياء، كثير منها لا يحتاج أن يعتذر عنها، وجلها كان سبق لسان؛ لكن في القلب
ما في القلب.
* واتَّهمه بعض الناس بأنه خارجيٌّ، وأنه يكفر بالكبيرة؛ فما فهموا
الكلام ولا عقلوه، ولا تثبتوا أصلا؛ فإنه كفَّر مستحلَّ الكبيرة، لا متعمدها، ولا
المصر عليها؛ فقد قال عندما سُئِل عن رجل مرابٍ؛ يقول: " أحب الربا،
وسآكله" فقال: (إن كان هذا مُصِـرًّا – يعني:
مُستحِلًّا- ؛ فقد كفر لأنه معلوم من الدين بالضـرورة، وإن كان مُصِـرًّا على
الكبيرة مع الاعتراف بحرمتها؛ فهو فاسق )؛ فهذا لا خلاف فيه بين الأئمة.
* فطاروا بكلامه على أنه خارجي، رغم أنه من المناوئين للخوارج وأهل
التفكير، وله حكايات في ذلك كثيرة؛ كمناظراته في اعتقاله مع أتباع شكري والفرماوي،
وغيرهم؛ بل قد وضح الشيخ مراده في العديد من الدروس والمجالس الخاصة والعامة أنه
قصد بالمصر المستحل؛ فقالوا: "قالها تقية" !!
* وقد بجَّله وأثنى عليه كبار أئمتنا من علماء السنة من بلاد نجد،
والشام، والعراق واليمن، والمشرق والمغرب، فضلا عن مصرنا؛ كشيخنا صالح الفوزان،
وعبد المحسن العباد، وعبد العزيز آل الشيخ – حفظهم
الله -، فضلا عن الأموات الشيوخ: الألباني، وعبد الله الجبرين، وابن باز - رحمهم
الله -، وأثنوا على علمه ودينه.
* وكان -رحمه الله - دائما ينادي بالكتاب والسنة، ودراسة كتب الإيمان
والسنة من الكتب التسعة، مع "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
للالكائي، والشـريعة للآجري وغيرها !!
* تُقَدَّرُ مجالسه ودروسه وخطبة بأكثر من ( 3000)
مجلس، وتقدر مصنفاته وتحقيقاته ومقالاته، بما يزيد على مئةٍ مجلدة .
* من دروسه الصوتية السائرة:
1. سلسلة "دروس وعبر؛ من
حديث مقتل عمر - رضي الله عنه-" في 6 أشرطة في علبة فاكيوم هـــنــا و
هـــنــا .
وأسماؤها: محبة السلامة للمسلمين – عمر
بن الخطاب عدلٌ وإنصاف – حادثة
مقتل عمر رضي الله عنه – وصية عمر رضي الله عنه – وصايا الأنبياء والصحابة –
المنهج الصحيح والمسميات.
2. سلسلة "التحلية من أصول
التربية.
قال في أولها: " وقد حرصت على نظم هذه الأصول في
عبارات لطيفة خفيفة يسهل حفظها، فأذكر عشرة أصول، ولا أقول: إنني استوعبت أصول
التربية بذلك، لكن هي من أصول التربية كما يبدو من العنوان، بل هي أصول من أصول
التربية.
الأصل الأول: من أوسع أودية الباطل: الغلوُّ في الأفاضل.
الأصل الثاني: دع ما يسبق إلى القلوب إنكارُه، وإن كان
عندك اعتذارُهُ.
الأصل
الثالث: ترك الاعتراض على الأكابر محمودٌ، وكثرة المراء يورث الصدودَ.
الأصل
الرابع: من لم يصبر على جفاء أستاذِهِ؛ تجرع الخسران بتصدع ملاذهِ.
الأصل
الخامس: تنكب في الخصومة حظَّ نفسِكَ، واقهر هواك بإنصاف خصمِك.
الأصل
السادس: من لم يخلع عنه رداء الكبر؛ ظلَّ جاهلًا من مهدهِ إلى القبر.
الأصل السابع: وطالب العلمِ بلا وقار؛ كمبتغ في الماء
جذوة نار.
الأصل
الثامن: حسن العهد من الإيمان، والوفاء والود له ركنان.
الأصل
التاسع: من لزم التواضع والانكسار؛ فتح له بذاك وطار كل مطار.
الأصل العاشر: ليس حمل أثقل من البر، من برك فقد أوثقك،
ومن جفاك فقد أطلقك.
فهذه
أصول من أصول التربية، أحوج الناس إليها هم الذين يتصدرون في الدعوة إلى الله
تبارك وتعالى)
3. سلسلة البدعة وأثرها في محنة المسلمين.
4. أمريكا التي رأيتُ.
5. فوائد خلق الشيطان.
6. سلسلة الشرح النفيس لاختصار
علوم الحديث لابن كثير,
* من مرئياته الشهيرة:
1. سلسلة "فك الوثاق، بشرح كتاب الرقاق".
2. خلع
نياشينك" بعد هلاك اللامبارك.
3. ويسألونك عن الجراد" بعد ظهور أسراب الجراد بمصرنا.
4. سلسلة "مدرسة الحياة" علق فيها على كتاب "صيد
الخاطر" لابن الجوزي.
5. سلسلة "الكياسة في فن السياسة" بعد أحداث 25 يناير.
6. خطبة "أنت الجماعة، ولو كنت وحدك ".
* شيوخه:
1. محدث العصر: محمد ناصر الدين الألباني ثم
الأردني (ت: 1420 هـ).
2. فارس المنابر: عبد
الحميد بن عبد العزيز كشك البُحيري ثم القاهري (ت: 1417 هـ).
3. محمد
نجيب المطيعي الأسيوطي المصري الأزهري (ت:
1407 هـ).
4. شيخ
الحجاز: عبد العزيز بن باز النجدي (ت:
1420 هـ).
5. فقيه
العصر: محمد بن صالح العثيمين العنزي (ت:
1421 هـ).
6. المحقق
الكبير: عبد الفتاح بن محمد الحلو
المنوفي ثم القاهري المصري الدرعمي (ت:
1414 هـ).
* مؤلفاته:
له عدة مؤلفات وتحقيقات؛ منها :
1. تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد .
2. الفتاوي
الحديثية المسمى إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث
3-غوث
المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود: (طبع بدار الكتاب العربي في بيروت، في ثلاثة
أجزاء -1409هـ).
4-بذل
الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن: (طبع في مجلدين بمكتبة التربية
الإسلامية، في مصر -1410هـ).
5-طليعة
سمط اللآلى في الرد على الشيخ محمد الغزالي: (تأليف، طبع بمكتبة التوعية الإسلامية
في مصر -1410هـ).
6-النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة: (طبع في جزئين بدار
الصحابة للتراث في مصر -1408هـ).
7-كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء: (جزء طبع بمكتبة
التوعية الإسلامية في مصر -1408هـ).
8-نهي الصحبة عن النزول بالركبة: (تأليف، طبع في جزء بدار الكتاب
العربي في بيروت، ودار المشـرق العربي في مصـر -1408هـ)، (وبمكتبة التوعية
الإسلامية في مصر -1408هـ).
*
قال الشيخ نور الدين طالب الشامي:
( سمعتُ شيخنا محدث الشام العلامة الشيخ عبد القادر الأرنؤوط يقول في حياة محدث
العصـر الألباني : هو أولى تلاميذه بخلافته ) .اهـ
* وقد رحل - رحمه الله - إلى بلاد نجد وبلاد الشام، وبلاد الخليج،
وأوروبا وأمريكا ينشر الإسلام والسنة.
* وقد رأيتُ له أكثر من رؤيا في شبابي وكهولتي، كلها تُأوَّلُ بخير لي
وله - رحمه الله -.
* وقد حرمتُ لقاءه في هذه الدنيا - وجها لوجه-، وعساني ألقاه في جنات
النعيم؛ لكني كنت أحضر له عبر البث المباشر عبر الأقمار الصناعية، منتفعا بكلامه،
فضلا عن التسجيلات والمزبورات.
* قناته الرسمية على
(اليوتيوب): هـــنــا .
* موقعه الرسمي: هـــنــا .
وَكَتَبَهُ تِلْمِيذُهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَةِ:
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ عَمْرُو بْنُ هَيْمَانَ بْنِ نَصْرِ الدِّينِ الْجِيزِيُّ الْمِصْرِيُّ.
أسعد بإثبات حضوركم بجميل تعليقكم