[73]
تَحْمِيلُ
قصيدة «تَائِيَّةُ الْإِلْبِيرِيِّ في الزُّهْدِ
وَالْحِكَمِ»
لِلإمَامِ أَبِي إِسْحَاقَ؛ إِبْرَاهِيمَ الْإِلْبِيرِيِّ
الْأَنْدَلُسِيِّ pdf
الإصدار
الأول (1444هـ=2022م)
══════════════¤❁ـ✿ـ❁¤══════════════
* متابعة لسِلْسِلَتِي: « تَكْحِيلُ الْعُيُونِ؛ بِجَامِعِ الْمُتُونِ
».
- الكِتَابُ: «تَائِيَّةُ الْإِلْبِيرِيِّ في الزُّهْدِ وَالْحِكَمِ» =«منظومةُ الإِلْبِيرِيِّ فِي الحَثِّ عَلَى طَلَبِ العِلْمِ والآدَابِ ».
- المُؤَلِّفُ: نَظَمَهَا: الْإِمَامُ أَبُو إِسْحَاقَ؛ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ التُّجِيبِيُّ الْغِرْنَاطِيُّ الْإِلْبِيرِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ (ت:460 هـ) - رحمه الله-.
- المُحَقِّقُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَــٰنِ، عَمْـرُو بْنُ
هَيْمَـانَ بْنِ نَصْرِ الدِّينِ الْمِصْرِيُّ السَّلَفِيُّ.
- نَوْعُ الكِتَابِ: نظم في الزهد والرقائق.
- عَددُ الصَّفْحَاتِ: 6.
- حَجْمُ المَلَفِّ: 2 ميجا.
- النَّاشِرُ: مَوْقِعُ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ
- صَفْحَةُ
التَّحْمِيلِ PDF:
(ميجا
فور أب):
* للتحميل من موقع (ميجا فور أب = mega4up.org ):
1. اضغط على "تحميل مجاني" سينقلك لصفحة أخرى للإعلانات - لا تفتحها- ؛ بل أغلقها مباشرة.
2. انتظر 30 ثانية؛ ثم بعدها اضغط "أنا لست روبوت (آلي)" ثم اضغط "كريت دونلود".
3. اضغط على "Download" ومبارك عليه الملف - في منتهى اليسر !
قَالَ الْفَقِيه الزَّاهِد أبو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود الألبيري
رَحْمَة الله عَلَيْهِ
تفت فُؤَادك
الْأَيَّام فتا *** وتنحت جسمك السَّاعَات نحتا
وتدعوك
الْمنون دُعَاء صدق *** أَلا يَا صَاح أَنْت أُرِيد أنتا
أَرَاك
تحب عرسا ذَات غدر *** أَبَت طَلاقهَا الأكياس بتا
تنام الدَّهْر
وَيحك فِي غطيط *** بهَا حَتَّى إِذا مت انتبهتا
فكم ذَا
أَنْت مخدوع وَحَتَّى *** مَتى لَا ترعوي عَنْهَا وَحَتَّى
أَبَا بكر
دعوتك لَو أجبتا *** إِلَى مَا فِيهِ حظك إِن عقلتا
إِلَى علم
تكون بِهِ إِمَامًا *** مُطَاعًا إِن نهيت وَإِن أمرتا
وتجلو مَا
بِعَيْنِك من عشاها *** وتهديك السَّبِيل إِذا ضللتا
وَتحمل
مِنْهُ فِي ناديك تاجا *** ويكسوك الْجمال إِذا اغتربتا
ينالك نَفعه
مَا دمت حَيا *** وَيبقى ذخره لَك إِن ذهبتا
هُوَ الْغَضَب
المهند لَيْسَ ينبو *** تصيب بِهِ مقَاتل من ضربتا
وكنز لَا
تخَاف عَلَيْهِ لصا *** خَفِيف الْحمل يُوجد حَيْثُ كنتا
يزِيد بِكَثْرَة
الْإِنْفَاق مِنْهُ *** وَينْقص أَن بِهِ كفا شددتا
فَلَو قد
ذقت من حلواه طعما *** لآثرت الْعلم التَّعَلُّم واجتهدتا
وَلم يشغلك
عَنهُ هوى مُطَاع *** وَلَا دنيا بزخرفها فتنتا
وَلَا ألهاك
عَنهُ أنيق روض *** وَلَا خدر بربربه كلفتا
فقوت الرّوح
أَرْوَاح الْمعَانِي *** فَإِن أعطاكه الله أخذتا
وَإِن أُوتيت
فِيهِ طَوِيل بَاعَ *** وَقَالَ النَّاس إِنَّك قد شبقتا
فَلَا تأمن
سُؤال الله عَنهُ *** بتوبيخ علمت فَهَل عملتا
فرأس الْعلم
تقوى الله حَقًا *** وَلَيْسَ بِأَن يُقَال لقد رأستا
وضاقي ثَوْبك
الْإِحْسَان لَا أَن *** ترى ثوب الإسادة قد لبستا
إِذا مَا
لم يفدك الْعلم خيرا *** فَخير مِنْهُ أَن لَو قد جهلتا
وَإِن أَلْقَاك
فهمك فِي مهاو *** فليتك ثمَّ ليتك مَا فهمتا
ستجنى من
ثمار الْعَجز جهلا *** وتصغر فِي الْعُيُون إِذا كبرنا
وتفقد إِن
جهلت وَأَنت بَاقٍ *** وتواجد إِن علمت وَقد فقدن
وتذكر قولتي
لَك بعد حِين *** وتغبطها إِذا عَنْهَا شغلتا
لسوف تعض
من نَدم عَلَيْهَا *** وَمَا تغني الندامة إِن ندمتا
إِذا أَبْصرت
صحبك فِي سَمَاء *** قد ارتفعوا عَلَيْك وَقد سفلتا
فَرَاجعهَا
ودع عَنْك الهوينى *** فَمَا بالبطء تدْرك مَا طلبنا
وَلَا تحفل
بِمَالك واله عَنهُ *** فَلَيْسَ المَال إِلَّا مَا علمتا
وَلَيْسَ
لجَاهِل فِي النَّاس معنى *** وَلَو ملك الْعرَاق لَهُ تأتى
سينطق عَنْك
علمك فِي ندي *** وَيكْتب عَنْك يَوْمًا إِن كتبَتَا
وَمَا يُغْنِيك
تشييد المباني *** إِذا بِالْجَهْلِ نَفسك قد هدمتا
جعلت فو
الْعلم جهلا *** لعمرك فِي الْقَضِيَّة مَا عدلتا
وَبَينهمَا
بِنَصّ الْوَحْي بون *** ستعلمه إِذا طه قرأتا
لَئِن رفع
الْغنى لِوَاء مَال *** لأَنْت لِوَاء علمك قد رُفِعَتَا
وَإِن جلس
الْغنى على الحشايا *** لأَنْت على الْكَوَاكِب قد جلستا
وَإِن ركب
الْجِيَاد مسومات *** لأَنْت مناهج التَّقْوَى ركبتا
وَمهما
افتض أبكار الغواني *** فكم بكر من الحكم افتضضتا
وَلَيْسَ
يَضرك الإقتار شَيْئا *** إِذا مَا أَنْت رَبك قد عرفتا
فَمَاذَا
عِنْده لَك من جميل *** إِذا بِفنَاء طَاعَته أنختا
فقابل بِالْقبُولِ
صَحِيح نصحي *** فَإِن أَعرَضت عَنهُ فقد خسرتا
وَإِن راعيته
قولا وفعلا *** وتاجرت الْإِلَه بِهِ ربحتا
فَلَيْسَتْ
هَذِه الدُّنْيَا بِشَيْء *** تسؤوك حقبة وتسر وقتا
وغايتها
إِذا فَكرت فِيهَا *** كفيئك أَو كحلمك إِن حلمتا
سجنت بهَا
وَأَنت لَهَا محب فَكيف تح مَا فِيهِ سجنتا
وتطعمك
الطَّعَام وَعَن قريب *** ستطعم مِنْك مَا مِنْهَا طعمتا
وتعرى إِن
لبست لَهَا ثيابًا *** وتكسى إِن ملابسها خلعتا
وَتشهد
كل يَوْم دفن خل *** كَأَنَّك لَا ترَاد بِمَا شهدتا
وَلم تخلق
لتعمرها وَلَكِن *** لتعبرها فجد لما خلقتا
وَإِن هدمت
فزدها أَنْت هدما *** وحصن أَمر دينك مَا استطعتا
وَلَا تحزن
على مَا فَاتَ مِنْهَا *** إِذا مَا أَنْت فِي أخراك فزتا
فَلَيْسَ
بِنَافِع مَا نلْت فِيهَا *** من الفاني إِذا الْبَاقِي حرمتا
وَلَا تضحك
مَعَ السُّفَهَاء لهوا *** فَإنَّك سَوف تبْكي إِن ضحكتا
وَكَيف
لَك السرُور وَأَنت رهن *** وَلَا تَدْرِي أتفدى أم غلقتا
وسل من
رَبك التَّوْفِيق فِيهَا *** وأخلص فِي السُّؤَال إِذا سألتا
وناد إِذا
سجدت لَهُ اعترافا *** بِمَا ناداه ذُو النُّون بن مَتى
ولازم بَابه
قرعا عساه *** سيفتح بَابه لَك إِن قرعتا
وَأكْثر
ذكره فِي الأَرْض دأبا *** لتذكر فِي السَّمَاء إِذا ذكرتا
وَلَا تقل
الصِّبَا فِيهِ مجَال *** وفكر كم صَغِير قد دفنتا
وَقل لي
يَا نصيح لأَنْت أولى *** بنصحك لَو بعقلك قد نظرتا
تقطعني
على التَّفْرِيط لوما *** وبالتفريط دهرك قد قطعتا
وَفِي صغري
تخوفني المنايا *** وَمَا تجْرِي ببالك حِين شختا
وَكنت مَعَ
الصِّبَا أهْدى سَبِيلا *** فَمَا لَك بعد شيبك قد نكستا
وَهَا أَنا
لم أخض بَحر الْخَطَايَا *** كَمَا قد خضته حَتَّى غرقتا
وَلم أشْرب
حميا أم دفر *** وَأَنت شربتها حَتَّى سكرتا
وَلم أحلل
بواد فِيهِ ظلم *** وَأَنت حللت فِيهِ وانهملتا
وَلم أنشأبعصر
فِيهِ نفع *** وَأَنت نشأت فِيهِ وَمَا انتفعتا
وَقد صاحبت
أعلاما كبارًا *** وَلم أرك اقتديت بِمن صحبتا
وناداك
الْكتاب فَلم تجبه *** ونهنهك المشيب فَمَا انتبهتا
ليقبح بالفتى
فعل التصابي *** وأقبح مِنْهُ شيخ قد تفتى
فَأَنت
أَحَق بالتفنيد مني *** وَلَو سكت الْمُسِيء لما نطقتا
ونفسك ذمّ
لَا تذمم سواهَا *** بِعَيْب فَهِيَ أَجْدَر من ذممتا
فَلَو بَكت
الدما عَيْنَاك خوفًا *** لذنبك لم أقل لَك قد أمنتا
وَمن لَك
بالامان وَأَنت عبد *** أمرت فَمَا أئتمرت وَلَا أطعتا
ثقلت من
الذُّنُوب وَلست تخشى *** لجهلك أَن تخف إِذا وزنتا
وتشفق للمصر
على الْمعاصِي *** وترحمه ونفسك مَا رحمتا
رجعت الْقَهْقَرَى
وخطبت عشوا *** لعمرك لَو وصلت لما رجعتا
وَلَو وافيت
رَبك دون ذَنْب *** وناقشك الْحساب إِذا هلكتا
وَلم يظلمك
فِي عمل وَلَكِن *** عسير أَن الْمنَازل فِيهِ شَتَّى
لأعظمت
الندامة فِيهِ لهفا *** على مَا فِي حياتك قد اضعتا
تَفِر من
الهجير وتنقيه *** فَهَلا عَن جَهَنَّم قد فررتا
وَلست تطِيق
أهونها عذَابا *** وَلَو كنت الْحَدِيد بهَا لذبتا
فَلَا تكذب
فَإِن الْأَمر جد *** وَلَيْسَ كَمَا احتسبت وَلَا ظننتا
أَبَا بكر
كشف أقل عيبي *** وَأَكْثَره ومعظمه سترتا
فَقل مَا
شِئْت فِي من المخازي *** وضاعفها فأنك قد صدقتا
وَمهما
عبتني فلفرط علمي *** بباطنتي كَأَنَّك قد مدحتا
فَلَا ترض
المعايب فَهِيَ عَار *** عَظِيم يُورث الانسان مقتا
وتهوي بالوجيه
من الثريا *** وتبدله مَكَان الفوق تحتا
كَمَا الطَّاعَات
تنعلك الدراري *** وتجعلك الْقَرِيب وَإِن بعدتا
وتنشر عَنْك
فِي الدُّنْيَا جميلا *** فتلفى الْبر فِيهَا حَيْثُ كنتا
وتمشي مناكبها
كَرِيمًا *** وتجني الْحَمد مِمَّا قد غرستا
وَأَنت
الْآن لم تعرف بعاب *** وَلَا دنست ثَوْبك مذ نشأتا
وَلَا سابقت
فِي ميدان زور *** وَلَا أَوضعت فِيهِ وَلَا خببتا
فَإِن لم
تنأ عَنهُ نشبت فِيهِ *** وَمن لَك بالخلاص إِذا نشبتا
ودنس مَا
تطهر مِنْك حَتَّى *** كَأَنَّك قبل ذَلِك مَا طهرتا
وصرت أَسِير
ذَنْبك فِي وثاق *** وَكَيف لَك الفكاك وَقد اسرتا
وخف أَبنَاء
جنسك واخش مِنْهُم *** كَمَا تخشى الضراغم والسبنتى
وخالطهم
وزايلهم حذارا *** وَكن كالسامري إِذا لمستا
وَإِن جهلوا
فَقل سَلاما *** لَعَلَّك سَوف تسلم إِن فعلتا
وَمن لَك
بالسلامة فِي زمَان *** ينَال العصم إِلَّا إِن عصمتا
وَلَا تلبث
بحي فِيهِ ضيم *** يُمِيت الْقلب إِلَّا إِن كبلتا
وَغرب فالغريب
لَهُ نفاق *** وشرق إِن بريقك قد شرقتا
وَلَو فَوق
الْأَمِير تكون فِيهَا *** سموا وأفتخارا كنت أنتا
وَإِن فرقتها
وَخرجت مِنْهَا *** إِلَى دَار السَّلَام فقد سلمتا
وَإِن كرمتها
وَنظرت مِنْهَا *** بإجلال فنفسك قد أهنتا
جمعت لَك
النصائح فامتثلها *** حياتك فَهِيَ أفضل مَا امتثلتا
وطولت العتاب
وزدت فِيهِ *** لِأَنَّك فِي البطالة قد أطلتا
فَلَا تَأْخُذ
بتقصيري وسهوي *** وَخذ بوصيتي لَك إِن رشدتا
وَقد أردفتها
سِتا *** وَكَانَت قبل ذَا مئة وستا
أسعد بإثبات حضوركم بجميل تعليقكم