تَرَاجِمُ
أَعْيَانِ العَصْرِ
ترجمة الشيخ أحمد معافا
(1359- 1447 هـ)
وفاة الشيخ أحمد معافا الضمدي - رحمه الله-
(1359- 1447 هـ)
الشَّيْخُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُعَافَا الضَّمَدِيُّ (1359 – 1447 هـ)
«ترَاجِمُ أَعْيَانِ الْعَصْرِ» لِلشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمْرِو بْنِ هَيْمَانَ الْمِصْرِيِّ
* تُوُفِّي شَيْخُنا الْقَاضِي الْمُعمَّرُ: أَبُو خَالِدٍ؛ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ الْمُعَافَىٰ الضَّمَدِيُّ (1359- 1447 هـ = 1940– 2025 م)، صَبَاحَ الْيَوْمِ، عَنْ عُمْرٍ يُنَاهِزُ (٨٨) عَامًا، قَضَاهَا فِي الْقَضَاءِ وَالصُّلْحِ بَيْنَ النَّاسِ – رَحِمَهُ اللَّهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً –.
*
وَذَلِكَ
فِي الثُّلَاثَاءِ، 18 صَفَرَ (1447هـ)
= 12– 8 – (2025 م).
* ولد في مَدِينَةِ (ضَمَدَ) سنَة (١٣٥٤هـ)، وَتَخَرَّجَ
فِي كُلِّيَّةِ الشَّرِيعَةِ بِالرِّيَاضِ، وَتَوَلَّى الْقَضَاءَ بـ(ضَمَدَ)، ثُمَّ
رَأَسَ مَحْكَمَةَ (الْعَارِضَةِ) و(أَبِي عَرِيشَ).
مشايخه:
1.
شيخُ
الحِجَاز عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَازٍ.
2.
شيخُ
الجنوبِ: عبدُاللهِ القَرْعَاوِيُّ.
3.
الشَّيْخُ
الدرَّاسةُ: ناصرٌ خَلوفةُ.
4.
شيخ
(ضَمَدَ): مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأقصم ٱلْحَازِمِيُّ
،
5.
الشَّيْخُ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ٱلْحَكَمِيُّ
6.
الشَّيْخُ
مَنَاعُ بنُ خَلِيلٍ الْقَطَّانُ
7.
الشَّيْخُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَفِيفِي
8.
الشَّيْخُ
عَبْدُ ٱللَّهِ
بْنُ عَبْدِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلْغُدَيَانُ.
9. الشيخ حَافِظُ بنُ أَحْمَدَ الْحَكَمِيُّ:
لازمه 8 سنوات، فكان عمدته في المشيخة
والرواية سماعًا، فسمع منه: أعلام السنة المنشورة، ولامية المنسوخ، وميمية الآداب،
وسلم الوصول، وقصيدة ذم القات، وغيرها.
تلامذته:
1. ولده:
الشيخ د. خالد معافا الضمدي ( ١٣٨٨ -
... هـ )، رئيس
محكمة الاستئناف في منطقة جازان.
2.
الشيخ بدر العتيبي؛ قال عنه:
(عالمٌ جليل، وناقد حاذق).
3.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛
عَمْرُو بْنُ هَيْمَانَ الْجِيزِيُّ.
وجماعة كبيرة.
روايتي عنه:
* سمعتُ عليه بعض متون شيخه حافظ آل حكمي، وأجاز
لنا عامة.
سيرته مختصرة من (تاريخ القضاء):
* تَلَقَّى الْعِلْمَ مِنْ صِبَاهُ مِثْلَهُ
مِثْلَ أَقْرَانِهِ، فَقَدْ دَرَسَ الْقُرْآنَ عَلَى مُعَلِّمٍ بِضَمَدَ حَتَّى
وَصَلَ إِلَى مَرْحَلَةٍ طَيِّبَةٍ فِي الْقِرَاءَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ،
فَانْتَقَلَ إِلَى مُعَلِّمٍ آخَرَ هُوَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْحَازِمِيُّ بِمَدِينَةِ ضَمَدَ، وَأَتَمَّ عَلَى يَدَيْهِ قِرَاءَةَ
الْقُرْآنِ.
* ثُمَّ
فُتِحَتْ بِضَمَدَ الْمَدْرَسَةُ السَّلَفِيَّةُ، فَكَانَ مِنْ أَوَائِلِ مَنْ
سَجَّلَ بِهَا، حَيْثُ دَرَسَ الْحَدِيثَ وَالْفِقْهَ وَالتَّوْحِيدَ
وَالرَّحْبِيَّةَ وَالْأَجْرُومِيَّةَ، ثُمَّ تَوَقَّفَتْ مَدَارِسُ الشَّيْخِ
عَبْدِ اللهِ الْقَرْعَاوِيِّ.
* وَتَمَّ فَتْحُ مَدْرَسَةٍ ابْتِدَائِيَّةٍ
تَتْبَعُ لِوِزَارَةِ الْمَعَارِفِ، فَالْتَحَقَ بِهَا وَوَاصَلَ الدِّرَاسَةَ
إِلَى الصَّفِّ الرَّابِعِ، ثُمَّ أَكْمَلَ دِرَاسَتَهُ بِالْمَدْرَسَةِ
الْفَيْصَلِيَّةِ بِمَدِينَةِ جَازَانَ، وَمِنْهَا تَحَصَّلَ عَلَى الشَّهَادَةِ
الْابْتِدَائِيَّةِ، وَكُلُّ هَذِهِ الدِّرَاسَةِ فِي مُدَدٍ وَجِيزَةٍ، حَيْثُ
كَانَ الْحَالُ يُنْقِلُ الطَّالِبَ مِنْ صَفٍّ إِلَى الَّذِي يَلِيهِ إِذَا
ظَهَرَتْ عَلَيْهِ عَلَامَاتُ النَّجَابَةِ، أَوْ رَأَى الْقَائِمُونَ عَلَيْهِ
أَنَّ مُسْتَوَاهُ أَعْلَى مِنَ الْمُسْتَوَى الَّذِي هُوَ فِيهِ، كَمَا هُوَ
حَالُ فَضِيلَتِهِ.
* ثُمَّ ارْتَحَلَ إِلَى صَامِطَةَ حِينَمَا
عَلِمَ بِأَنَّ هُنَاكَ مَدْرَسَةً تَحْتَ إِشْرَافِ الشَّيْخِ عَبْدِاللهِ
الْقَرْعَاوِيِّ، يُدِيرُهَا فَضِيلَةُ الشَّيْخِ نَاصِرُ بْنُ خُلُوفَةَ،
فَوَاصَلَ بِهَا الدِّرَاسَةَ لِمُدَّةِ عَامٍ، وَكَانَ مَنْهَجُهَا كَمَنْهَجِ
الْمَدَارِسِ السَّابِقَةِ: حِفْظُ الْمُتُونِ وَالشَّرْحِ.
* حَتَّى زَارَ الْمِنْطَقَةَ حَضْرَةُ
صَاحِبِ الْجَلَالَةِ الْمَلِكُ سَعُودُ بْنُ آلِ سَعُودَ، وَتَمَّ افْتِتَاحُ
الْمَعْهَدِ الْعِلْمِيِّ بِصَامِطَةَ عَامَ ١٣٧٤هـ، فَكَانَ فَضِيلَتُهُ مِنْ
أَوَائِلِ مَنْ دَرَسَ بِهِ، وَدَرَسَ بِهِ الْمَرْحَلَتَيْنِ الْمُتَوَسِّطَةَ
وَالثَّانَوِيَّةَ، وَتَحَصَّلَ عَلَى الثَّانَوِيَّةِ.
* ثُمَّ عَزَمَ عَلَى السَّفَرِ إِلَى
الرِّيَاضِ، وَحَمَلَ حَقَائِبَ السَّفَرِ، وَأَعَدَّ الْعُدَّةَ لِلِاسْتِزَادَةِ
مِنَ الْعِلْمِ وَأَلْوَانِ الْمَعْرِفَةِ، فَدَرَسَ بِكُلِّيَّةِ الشَّرِيعَةِ
بِالرِّيَاضِ، حَتَّى تَحَصَّلَ عَلَى الشَّهَادَةِ الْعَالِيَةِ (اللِّيسَانْس)
عَامَ ١٣٨٣هـ.
* وَقَدْ تَلَقَّى الْعِلْمَ عَلَى مَشَايِخَ
وَعُلَمَاءَ أَفَاضِلَ، مِنْهُمْ: ٱلشَّيْخُ
مُحَمَّدُ إِبْرَاهِيمَ الْحَازِمِيُّ، وَٱلشَّيْخُ
حَافِظُ أَحْمَدَ الْحَكَمِيُّ، وَٱلشَّيْخُ
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَكَمِيُّ، وَسَمَاحَةُ ٱلشَّيْخِ
عَبْدُ ٱلْعَزِيزِ
بْنُ بَازٍ، وَٱلشَّيْخُ مَنَاعُ خَلِيلَ
الْقَطَّانُ، وَٱلشَّيْخُ عَبْدُ ٱلرَّزَّاقِ
عَفِيفِي، وَٱلشَّيْخُ عَبْدُ ٱللَّهِ
بْنُ عَبْدِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلْغُدَيَانُ.
* وَبَعْدَ حُصُولِ فَضِيلَتِهِ عَلَى
اللِّيسَانْسِ عَامَ ١٣٨٣هـ، وَقَعَ عَلَيْهِ الِاخْتِيَارُ لِيَكُونَ أَحَدَ
الْعَامِلِينَ فِي الْقَضَاءِ، لَكِنَّ فَضِيلَتَهُ امْتَنَعَ وَتَوَسَّطَ
وَتَشَفَّعَ، لَكِنْ – كَمَا يَقُولُ فَضِيلَتُهُ – لَمْ
تُجْدِ كُلُّ وَسَائِلِ التَّخَلُّصِ وَشَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ أَمَامَ سَمَاحَةِ
ٱلشَّيْخِ
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ – رَحِمَهُ ٱللَّهُ
–
حَيْثُ قَالَ لَهُ: وَٱللَّهِ، وَٱللَّهِ،
وَٱللَّهِ،
مَا أَمَامَكَ إِلَّا ٱلْقَضَاءُ.
* وَفَتَحَ لَهُ مَجَالَ الِاخْتِيَارِ فِي ٱلْمَكَانِ
ٱلَّذِي
يُرِيدُ ، وَتَمَّ تَعْيِينُ فَضِيلَتِهِ قَاضِيًا دُونَ أَنْ يَتِمَّ لَهُ
مُلَازَمَةٌ أَوْ دِرَايَةٌ أَوْ عِلْمٌ فِي التَّنْظِيمِ الْإِدَارِيِّ
وَطَرِيقَةِ سَيْرِ الْقَضَايَا بِمَحْكَمَةِ الْعَارِضَةِ، وَاسْتَمَرَّ بِهَا
قُرَابَةَ عَشْرِ سِنِينَ، مَارَسَ فِيهَا جَمِيعَ أَنْوَاعِ الْقَضَايَا:
حُقُوقِيَّةً، وَزَوْجِيَّةً، وَإِنْهَاءَاتٍ، وَعَمِلَ لِكِتَابَاتِ الْعَدْلِ،
حَتَّى إِنَّ فَضِيلَتَهُ نَظَرَ فِي قَضَايَا جِنَائِيَّةٍ، وَمِنْهَا الْقَتْلُ،
حِينَ كَانَ النَّظَرُ فِي الْجِنَايَاتِ يَكْفِي فِيهِ قَاضٍ وَاحِدٌ.
* ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مَحْكَمَةِ أَبِي
عَرِيشَ، وَاسْتَمَرَّ بِهَا مَا يُقَارِبُ تِسْعَ سِنِينَ، ثُمَّ نُقِلَ إِلَى
الْمَحْكَمَةِ الْكُبْرَى بِجَازَانَ، وَعَمِلَ بِهَا أَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ
سِنِينَ، حَتَّى تَمَّ تَرْفِيعُ فَضِيلَتِهِ لِيَكُونَ عُضْوًا بِتَمْيِيزِ
الْغَرْبِيَّةِ، بِرُتْبَةِ قَاضِي تَمْيِيزٍ، بِمُوجَبِ الْأَمْرِ السَّامِيِّ.
* كَمَا أَنَّ فَضِيلَتَهُ كَانَ يُنْتَدَبُ
أَثْنَاءَ عَمَلِهِ السَّابِقِ إِلَى أَكْثَرِ الْمَحَاكِمِ، مِثْلَ: مَحْكَمَةِ
صَامِطَةَ، وَمَحْكَمَةِ الْمَضَايَا، وَمَحْكَمَةِ الْحُرَّثِ، وَمَحْكَمَةِ
الْعَارِضَةِ بَعْدَ أَنْ نُقِلَ فَضِيلَتُهُ إِلَى مَحْكَمَةِ أَبِي عَرِيشَ،
وَمَحْكَمَةِ ضَمَدَ، وَمَحْكَمَةِ فَرَسَانَ لِعِدَّةِ مَرَّاتٍ، وَمَحْكَمَةِ
بَنِي مَالِكٍ، وَلِعِدَّةِ مَرَّاتٍ مَحْكَمَةِ صَبْيَا، وَمَحْكَمَةِ هَرُوبَ
لِعِدَّةِ مَرَّاتٍ، وَمَحْكَمَةِ جَازَانَ قَبْلَ النَّقْلِ إِلَيْهَا
وَلِأَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ فِي قَضَايَا مُشْتَرَكَةٍ وَحُقُوقِيَّةٍ
وَجِنَائِيَّةٍ.
* وَلِفَضِيلَتِهِ مُشَارَكَاتٌ
وَإِسْهَامَاتٌ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ، يَنْتَهِزُ الْفُرْصَةَ بَيْنَ
الْحِينِ وَالآخَرِ، وَفِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَقَدْ كَانَ
إِمَامًا وَخَطِيبًا لِجَامِعِ الْعَرْضِيَّةِ، ثُمَّ جَامِعِ أَبِي عَرِيشَ
الْكَبِيرِ، ثُمَّ خَطِيبًا وَإِمَامًا لِجَامِعِ مَدِينَةِ ضَمَدَ الْأَعْلَىٰ.
* وَصَفَهُ الشَّيْخُ الْقَاضِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْفِيُّ الْمُعَافَىٰ، فَقَالَ:
يَمْتَازُ
الْمُتَرْجَمُ لَهُ بِذِهْنٍ وَقَّادٍ، مَعَ حُسْنِ الْمُعَاشَرَةِ، وَلِينِ
الْجَانِبِ، وَكَثْرَةِ الِاحْتِمَالِ، وَكَرَمِ النَّفْسِ، وَحُسْنِ الْعَهْدِ،
وَثَبَاتِ الْوُدِّ، لَا تَمَلُّ مِنْ مُجَالَسَتِهِ وَحَدِيثِهِ، لَا تَلْقَاهُ
إِلَّا هَاشًّا بَاشًّا فِي وُجُوهِ الزُّمَلَاءِ وَالْإِخْوَانِ.
وَكَتَبَهُ تِلْمِيذُهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَةِ:
.jpg)
أسعد بإثبات حضوركم بجميل تعليقكم